لم يعد حلم أي طالب يلتحق بكلية الطب في مصر، كما كان في السابق، التفوق أثناء الدراسة كي يتم تعيينه معيدا بالكلية ثم مدرسا فأستاذا، والعمل بمستشفيات الدولة، أو فتح عيادة خاصة. بات الحلم اليوم هو البحث عن فرصة سفر للخارج.

الاتهام بالخيانة والأخونة هو أقصر طرق السيسي وحيله لمحاصرة معارضيه ومنتقديه وتشويه صورتهم أمام الرأي العام، فلسفة وإستراتيجية يتبناها نظام السيسي مع أطباء مصر، فكل من يطالب بحقه منهم هو من الإخوان ومن أعداء الوطن.

ضعف المنظومة الصحية في مصر، الذي بدا واضحا مع ظهور فيروس كورونا، لم تقف معالمه عند النقص الحاد في المستلزمات الطبية أو أجهزة التنفس الاصطناعي فقط، بل ظهرت ملامحه أيضا في ضعف إجراءات مكافحة العدوى وتفشي المرض بين الكوادر الطبية.

مع اشتداد جائحة فيروس كورونا في العالم عموما، ظهرت الحاجة الماسة للأطباء، العمود الفقري للقطاع الصحي في أي دولة، وبقدر المكانة التي تضع فيها الدولة، الطبيب، بقدر نجاح وإنجاز هذه الدولة في مواجهة الجائحة الشرسة.

من كان يستمع إلى السيسي في عام 2019، وهو يقول "أنا بعمل دولة جديدة"، يظن أنه سخر جميع إمكانيات الدولة لتشييد بنية تحتية قوية في قطاعات التعليم والصحة مثلا، إلا أن الواقع أكد أن مقصد السيسي من بناء الدولة الجديدة، تمثل في بناء القصور، والعاصمة الجديدة.